لأنت أعظم من أن أكلمك. ولئن كنت تكذب على الله، فما ينبغي لي أن أكلمك) ..
أن يقف ليقول:((بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئا)) ..
أي خلق هذا؟ وأي سمو هذا؟ إنه على استعداد أن يستمر في المحنة تدمي رجليه ووجهه ويصد عن القريب والبعيد من العدو الذي ملك أمره فلم يدخل مكة إلا بجوار، ومن البعيد الذي يتجهمه .. إلى متى؟! حتى يفنى هذا الجيل، وينشأ الجيل الآخر من أصلابهم، يقول: لا إله إلا الله ..
أيها الدعاة إلى الله في هذا الوجود .. هل سمعتم عن داعية إلى الله أعظم من هذا الداعية .. وبيده الآن الأمر .. بالله تعالى بعث له ملك الجبال ليكون بإمرته، ويقصم عدوه، وينتصر عليه، ويفنى ويباد ويدمر.
ولكن الدعو إلى الله، وأن ينال محمد عليه الصلاة والسلام ثمرة دعوته وجهاده مع هؤلاء المعاندين المستكبرين وأن يتجرع أشد الغصص حتى يصل إلى هذه الثمرة، وأشهى على قلبه من نشوة النصر على عدوه.
إن نشوة النصر بالجيل الذي يخرج من أصلابهم ويحمل لواء الدعوة إلى الله أعظم بكثير من أن يرى مصرع القوم بين يديه. يا له من قمة شامخة إلى السماء قدماها على الأرض، ولا يرتقي