للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول رب العالمين لملك الجبال، ملك الجبال حضر، ليتلقى الأمر من محمد (ص)، ليشهد ثأره بنفسه، ويقر عينه بأن يكون الأمر مباشرة منه عليه الصلاة والسلام: ((فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمد: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشين فعلت)).

لقد جأر إخوانه الأنبياء قبله بالدعاء إلى ربهم أن يفتح بينهم وبين قومهم بالحق، وانتصر ربهم لهم.

{فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (١).

هل آن الأوان لأن ينتهي تاريخ الدعوة. فيطبق الأخشبان على قريش وثقيف، كما جرى مع من أخذته الصيحة، ومن خسفت به الأرض، ومن غرق. ثم ماذا بعد ذلك؟

إن المعجزة الأعظم من إطباق الأخشبين، أن يقف عليه الصلاة والسلام وحده من دون الخلق كافة، وفوق الأنبياء جميعا، لا يقبل العرض، ولما تزل الدماء تنزف من رجليه، ولا يصدر الأمر لملك الجبال، ولا تزال كلمات بني ياليل يرن صداها في أعماقه الجريحة:

(أما وجد الله أحدا يرسله غيرك؟!).

(والله لا أكلمك أبدا .. لئن كنت رسولا من الله كما تقول:


(١) العنكبوت ٤٠.

<<  <   >  >>