إنها الاستجابة الربانية بالتو واللحظة .. أن يسوق من شمال العراق، من نينوى من يؤمن بالله ورسوله حين كان الصد من أقرب الناس إليه.
وهو أول دليل يجبر الخاطر الكسير للرسول عليه الصلاة والسلام، أنه ليس في غضب الله وفي سخطه، إنه في رضوانه، وفي حبه، فإذا كان الصد قد وقع، فهذا الإيمان قد وقع كذلك.
٤ - ثم ماذا كانت المكافأة الربانية على هذا الصبر العظيم من حبيب رب العالمين؟ من حائط عتبة وشيبة إلى قرن الثعالب، والسحابة، إلى صديقه الحميم جبريل رسول رب العالمين إليه، ها قد حضر ليطمئنه أنه ليس في غضب الله، وليس في سخطه، لقد جاء في أوانه.
فماذا قال للحبيب المصطفى (ص)؟ أقرأه السلام من ربه، ومعه ضيف جديد هو ملك الجبال:((إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك).
رب إني مظلوم فانتصر.
وليس نوح ولا هود ولا لوط ولا شعيب، أكرم على الله تعالى من محمد عليه الصلاة والسلام.
(وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.
فهذه الجبال بإمرة النبي (ص)، وكل هؤلاء المكذبين ذرات صغيرة في بطون هذه الجبال.
وكان الإكرام أعظم، والحفاوة أكبر، أن يكون الأمر مباشرة من