الصلاة والسلام، فلابد من إعادة الحساب، ومراجعة الرصيد .. هل هي عقوبة على معصية؟ هل هي غضب رباني لمخالفات وانحرافات؟ ومن نحن أمام رسول الله رب العالمين، حتى نرى أنفسا أرفع من ذلك، ونعيد المحنة فقط إلى خطأ الآخرين وانحرافاتهم.
لا بد أن نطامن كثرا من غلوائنا ونتقاصر أمام هذه الجمل الخالدة: اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا قوة إلا بك)).
٣ - وبقي هذا الأمر مثار القلق للنبي (ص)! هل هذا الامتحان عضبا من الله جل شأنه، فماذا كان الجواب الرباني.
كان ابتداء أن انتقل عليه الصلاة والسلام ممن يرضخه بالحجارة ويسيل منها الدماء إلى من يواسيه فيقبل هذه الأرجل الطاهرة التي تسيل منها الدماء، ومن يمسح جراحه بضمه ومن يثلح صدرو بإيمانه.
انتقل عليه الصلاة والسلام في اللحظة الواحدة ممن يقول: أنا أمرط ثياب الكعبة .. إن كان الله قد أرسلك .. إلى من يقول: والله ما على ظهر الأرض خير من هذا.
وأي مواساة أعظم من هذه المواساة .. فلئن آذاه قومه، فهذا وافد العراق، وافد نينوى، الذي جاب الأرض، يكب على يديه ورجليه ويقبلهما، ويشهد له بالرسالة.