للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابصر لي غنمي حتى أسمر ففعل، فدخلت. فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة. فسألت فقيل: نكح فلان فلانة. فجلست انظر، وضرب الله على أذني. فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس. فرجعت إلى صاحبي. فقال: ما فعلت. فقلت: لا شيء ثم أخبرته الخبر. فوالله ما هممت ولا عدت بعهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته))) (١).

فهذا هو تاريخه عليه الصلاة والسلام في أطهر شباب وأعف رجولة، وأنزه سلوك. وهو في الجاهلية. ومن أجل هذا كان صبوة نساء مكة. لاستقامته وشرفه وخلقه. والذي ينجو من أعنف المراحل في حياته. صبابة وحبا واندفاعا. حتى الخامسة والعشرين من عمره. خليق بأن يكون من أعف أهل الأرض. وليس عنده امرأة أو زوجة يقضي منها وطره.

[المرحلة الثانية: حتى الخمسين من عمره]

٢ - ثم كان زواجه من خديجة رضي الله عنها. في الخامسة والعشرين من عمره.

(وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة. مع ما أراد الله بها من كرامته. فلما أخبرها مسيرة بما أخبرها به. بعثت إلى رسول الله (ص) فقالت له فيما يزعمون: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك، وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم


(١) البداية والنهاية لابن كثير ٣١١/ ١ - ٣١٢ وقد سبق تخريجه ص ٩٨.

<<  <   >  >>