للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله (ص) احتفالا بليغا. فقال: من كان ظهره حاضرا فليركب معنا .. وحمل سعد بن عبادة رضي الله عنه عشرين جملا، وبعث رسول الله (ص) قبل خروجه من المدينة بعشر ليال طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام، يتحسسان خبر العير، فبلغا أرض الخوار. فنزلا على كثير بن مالك الجهنى رضي الله عنه فأجارهما، وأنزلهما وكتم عليهما حتى مرت العير ثم خرجا وخرج معهما كثير خفيرا حتى أوردهما ذا المروة، فقدما ليخبروا رسول الله (ص) فوجداه قد خرج ..

وأدرك أبا سفيان رجل من جذام بالزرقاء من ناحية معان، فأخبره أن رسول الله (ص) قد كان غرض لعيره في بدايته، وأنه تركه مقيما ينتظر رجوع العير .. فخرج أبو يفيان ومن معه خائفين للرصد، ولما دنا أبو سفيان من الحجاز جعل يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان: أن محمدا قد استنفر لك ولعيرك، فحذر عند ذلك، واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري بعشرين مثقالا، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يجدع بعيره، ويحول رحله، ويشق قميصه من قبله ودبره إذا دخل مكة، يأتي قريشا ويستنصرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا (ص) قد عرض لها في أصحابه فخرج ضمضم سريعا إلى مكة، وفعل ما أمره به أبو سفيان) (١).

[ثانيا: الاستشارة التي غيرت وجه المعركة]

١ - (... وأتاه الخبر عن قريش بمسيرتهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس،


(١) سبل الهدى والرشاد للصالحي ٤/ ٣١، ٣٢.

<<  <   >  >>