إن ابن أريقط كان قادرا على تسليم رسول الله (ص) وأبي بكر للمشركين، حيث كان الموعد المقرر له معهما ومع راحلتيهما، وإحباط مخطط الهجرة كله. لكنه كان موطن الثقة، مثل عنصر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وحضوره أخطر بيعة في التاريخ النبوي.
١٦ - اختيار طريق الساحل: وهذا من عظمة التخطيط النبوي كذلك حيث أن النبي (ص) لم يمض من الطريق المعتاد، الذي تمضي منه القوافل الذاهبة والغادية من الشام وإليها، إنما اختار طريقا آخر، قد يكون أقصر من الطريق العادي، ومن أجل هذا احتاج الركب إلى الدليل الخبير في مجاهل الطرق ومساربها.
١٧ - الهادي على الطريق: وتحسبا لأي طارىء، وعندما كان الصاحبان يلتقيان مع أحد على الطريق، وأبو بكر معروف لكثرة تردده على الطرق للتجارة، كان يسأل عمن معه فيجيب: هذا الرجل يهديني السبيل.
وصدق رضي الله عنه فهو عنى فضل النبي (ص) في هدايته سبل الرشاد ويحسب الرجل العادي أن محمدا (ص) هو خبير الطريق ودليله.
فلا يقع الكذب، وتقع التورية، ويتم الكتمان التام على الأمر حرصا على إنجاحه.
١٨ - حيلة أسماء في المال: حيث كات تخشى من جدها أبي قحافة الذي لم يكن قد أسلم، فهيأت الحجارة في الكوة وأخذت بيد جدها الضرير، وألقت بثوب على الحجارة، وتحسس أبو قحافة على الحجارة فحسبها دنانير ودراهم، فاطمأن باله، وسكت على الأمر، طالما أن أهل أبي