غداة واحدة. إني والله امرؤ أخشى الدوائر، قال: فقال رسول الله (ص): هم لك) (١).
لقد كان موقفا غريبا تماما على الحس الإسلامي. فلم يعهد الصف المسلم أبدا فيه مثل هذه الظاهرة منذ أن قامت الدعوة. فقد كان المسلم في تعامله مع رسول الله (ص) في غاية الأدب والانضاط والتفاني في الطاعة. مما يجعله دائما يحتاج لتوجيهات النبي (ص) كي يبدي رأيه ويقول كلمته. ويناقش في حقه. وكان رسول الله (ص)
يفسح دائما لهذا البناء عن طريق الشورى.
أما أن يقف مسلم بهذه الوقاحة، يضع يده في جيب درع رسول الله (ص)، ويطلب منه رسول الله أن يدعه فلا يدعه. فيغضب منه ويلح عليه بقوله: ويحك أرسلني، فلا يستجيب. ويسترسل في وقاحته. فهذا أمر غريب تماما على الحس الإسلامي بين جندي وقائده.
بين مسلم ورسول رب العالمين. ورسول الله تعالى بما أعطاه الله عز وجل من الخلق الأقوم. لم يعهد عنه أنه رد رجاء مسلم وفي فقهه السياسي (ص). أنه إن لبى رجاء ابن أبي. فلعل هذا الموقف يغسل قلبه ويزيل الغشاوة عنه فتتم هدايته. فقال له:((هم لك))). ولعل الذين يسيرون وراء زعامة ابن أبي يصلحون بصلاحه. فيتماسك الصف المسلم ويلتحم. فلا يضيره كيد العدو أبدا.
٤ - دورهم في غزوة أحد.
(... فقال عبد الله بن أبي بن سلول: يا رسول الله أقم بالمدينة لا تخرج إليهم. فوالله ما خرجنا منها إلى عدو إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا