للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من فقه الغزوة]

١ - كان سبب الفتح كما تقدم هو نقض قريش لعهدها، وعونها لبكر بن وائل على الاعتداء على خزاعة حليفة رسول الله (ص)، وقد حرص الرسول عليه الصلاة والسلام على الوفاء بالعهد في أشد الظروف حراجة وصعوبة، وأعاد أبا بصير إلى قريش، وأعاد أبا جندل إلى قريش، فالغدر ليس من صفات النبيين وأتباعهم. لكن عندما ينقض العدو العهد، ويستبيح حمى النبي (ص)، ويعتدي على حلفائه، فلا مجال إلا للعقوبة الرادعة.

{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم} (١).

ولن ينتهي الباغي عن بغيه ويرتدع، ما لم يجد القوة المرهبة التي تكفه.

وحين يعرف أعداء الله أن الجماعة المسلمة لن تقبل بضيم، ولن تركن لاعتداء، يمكن أن يتوقفوا عن عدوانهم، وحين يعرف عامة الناس أن الجماعة المسلمة قادرة على حماية أبنائها وأصدقائها وحلفائها


(١) التوبة ١٢ - ١٥.

<<  <   >  >>