للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الحادي والثلاثون

مواقف المنافقين من الدعوة

(النفاق: لغة مصدر من نافق، ونافق لها عدة معاني، ومن معانيها:

نافق اليربوع نفاقا ومنافقة، دخل في نافقائه ونافق فلان: أظهر خلاف ما يبطن. ومنه جاء المعنى الاصطلاحي:

نافق في الدين: ستر كفره وأظهر إيمانه والمنافق من يخفي الكفر ويظهر الإيمان. ومن يضمر العداوة ويظهر الصداقة ومن يظهر خلاف ما يبطن) (١).

١ - النفاق في مكة: لم يكن للمنافقين وجود في العهد المكي لأنه عهد ابتلاء وفتنة وتمحيص. غير أن من المفسرين من رأى أنه كان لهم وجود في مكة استدلالا بقوله تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}) (٢).

يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله بصدد هذه الآية: {المنافقون والذين في قلوبهم مرض} قيل: إنهم مجموعة من الذين مالوا إلى الإسلام في مكة. ولكن لم تصح عقيدتهم، ولم تطمئن قلوبهم وخرجوا مع النفير مزعزعين. فلما رأوا قلة المسلمين وكثرة المشركين قالوا هذه المقالة) (٣).


(١) انظر القاموس المحيط باب القاف فصل النون/ ١١٩٦ ط مؤسسة الرسالة. والمعجم الوسيط ٥/باب النون ٩٤٢/ ٢ دار الفكر.
(٢) الأنفال /٤٩.
(٣) الظلال ص ١٥٣٢.

<<  <   >  >>