للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - بداية التجمع: وعند دخول رسول الله (ص) المدينة وإلى غزوة بدر لم يكن النفاق قد نجم بعد. فقد كان معسكر الشرك واضحا بزعامة عبد الله بن أبي نفسه. والذي كانت الجرأة تصل به أن يطالب محمدا (ص) بالكف عن الدعوة إلى الله.

(... فسلم رسول الله (ص) ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن. فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذينا به في مجلسنا، إرجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه ..) (١).

وكان معسكر اليهود واضحا كذلك. اللهم إلا أفرادا من اليهود قاموا بمهمة الجاسوسية في الصف المسلم يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر. وقد ذكر القرآن هذا النموذج بقوله {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}) (٢).

ونستطيع أن نقول إذن: إن معسكر المنافقين لم يبرز حتى بدر.

ووجود أفراد محدودين لا يصل خطره إلى أن يطلق عليه اسم معسكر أو تجمع. إنما برز بعد الانتصار الحاسم في بدر.

(.... وكان النبي (ص) يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم. فلما غزا رسول الله (ص) بدرا. فقتل به صناديد كفار قريش،


(١) البخاري ك ٦٥ تفسير القرآن/ ب ١١ سورة آل عمران / ج ٦/ ص ٤٩.
(٢) آل عمران / ٧٢.

<<  <   >  >>