الأولى: حين ووجهوا بثبات أشد من الجبال الرواسي من رسول الله (ص) والصفوة المختارة معه، والخطة العظيمة التي أعادت شتات الجيش الإسلامي، وحطمت هجوم العدو، واحتلت المواقع التي احتلتها من جديد.
الثانية: يوم حطم معبد بن أبي معبد هجومهم بما نقل عن التعبئة النبوية للانقضاض على المشركين، فعادوا يسرعون الخطا قبل أن تصل إليهم كتائب محمد وأصحابه من جديد.
وأمام هذا العجز، فقد انكبوا على القتلى يمثلون بهم في الفشل الأول، وتخلفوا عن الموعد الذي ضربوه في بدر في العام القابل بعد الفشل الثاني، وتأخروا سنتين كاملتين حتى أعدوا العدة، وتحالفوا مع اليهود وغطفان في المحاولة الأخيرة في الخندق.
كيف عالج القرآن أثر المحنة؟!
عاد المسلمون مثخنين بالجراح إلى المدينة، بعضهم قرير العين بما أبلى مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وبعضم يتجرع غصص الندامة لتخليه عن رسول الله (ص) أو لفراره من المعركة، وبعضهم يحمل في قلبه فرحا لما نزل بالمسلمين بأحد وشماتة بهم، وأسلموا سبعين شهيدا على ثرى أحد، والنفوس تجوس بالخواطر، وتغلي بالمشاعر، والجراح التي نزلت بالكثيرين منهم لا يزالون يئنون منها، وقسم منهم يخشى من المفاجآت وأن تعود قريش من جديد لتستأصل بقيتهم.