للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالت: فما عاد إلى عيد لهم حتى نبىء صلوات الله عليه) (١).

وذكر البخاري عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما هممت بسوء من أمر الجاهلية إلا مرتين)).

[وقوفه بعرفات]

وثبت في الحديث أنه كان لا يقف بالمزدلفة ليلة عرفة. بل كان يقف مع الناس بعرفات. كما قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق ... عن جبير ابن مطعم قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على دين قومه، وهو يقف على بعير له بعرفات (٢) من بين قومه حتى يدفع معهم، توفيقا من الله عز وجل ..

وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن .... عن جبير بن مطعم قال: أضللت بعيرا لي بعرفة فذهبت أطلبه، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقف. فقلت: إن هذا من الحمس ما شأنه هاهنا؟

وأخرجاه من حديث سفيان بن عيينة عنه) (٣).

...

وهذه الرعاية الربانية في غنى عن أي تعليق. فهو مصطفاه الذي برأه ورعاه منذ أن كان يتنقل في الأرحام الطاهرات، وما ناله من سفاح الجاهلية شيء إلى أن تولاه بالوحي والرسالة، إلى أن مضى إلى الرفيق الأعلى.


(١) الاكتفاء للكلاعي ١/ ١٩٤.
(٢) كانت قريش تقف بمزدلفة بدل الوقوف بعرفات تمييزا لنفسها عن غيرها ابتداعا من عندها وخروجا على ملة إبراهيم.
(٣) البدايه والنهاية لابن كثير ١/ ٣١٢.

<<  <   >  >>