للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان (١)، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة. فإني لأقبل معهم وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال: شد عليك إزارك: فأخذته وشددته علي. ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري علي من بين أصحابي)) (٢).

[أمر الجاهلية]

(وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من الغناء إلا ليلتين، كلتاهما عصمني الله عز وجل فيهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة- ونجن في رعاء غنم أهلها- فقلت لصاجي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة أسمر فيها كما يسمر الفتيان. فقال بلى. قال: فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة، فسمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت: ما هذا؟ قالوا: تزوج فلان فلانة. فجلست أنظر، وضرب الله على أذني، فولله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئا، ثم أخبرته بالذي رأيت. ثم قلت ليلة أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر ففعل، فدخلت، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة، فسألت فقيل


(١) يقول السهيلي: وهذه القصة إنما وردت في الحديث الصحيح في حين بنيان الكعبة، وحديث ابن إسحاق إن صح أنه كان ذلك في صغره، إذ كان يلعب مع الغلمان فحمله على أن هذا الأمر كان مرتين: مرة في حال صغره، ومرة في أول اكتماله عند بنيان الكعبة. انظر الروض الأنف للسهيلي ١/ ٣٠٨، ٣٠٩. وقد أورده البخاري في ك: مناقب الأنصار. باب بناء الكعبة م ٢، ج ٥، ص ٥١. كما أورده في كتاب الصلاة وكتاب الحج.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ١٨٣.

<<  <   >  >>