للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفها هي شغله الشاغل. ولابد أن يبقى عند الدعاة في الأرض. وعند العاملين لإقامة شريعة الله في الأرض. لابد أن تبقى هاتان القضيتان شغلهم الشاغل وهي سلامة العقيدة وسلامة الصف ووحدته.

٤ - ولعل آخر نظرة ألقاها رسول الله (ص) قبل أجله بساعات، وفي فجر الإثنين الذي توفي فيه لعل هذه النظرة الأخيرة والوداع الأخير لأمته أثلجت صدره. فها هي أمته كلها صف واحد وصفوف متراصة وراء قائدها وإمامها أبي بكر الصديق. فابتسم ضاحكا. وحيا صحبه وجنده. وكانت آخر قرة عين له لأمته من بعده.

- لقد ودع دنياه عليه الصلاة والسلام. وهو على صدر عائشة أحب النساء إليه. واختار الرفيق الأعلى وهو بين سحرها ونحرها. بعد أن اطمأن إلى الأمة وأن أباها هو الذي يصلي بالمسلمين. ويأبى الله تعالى والمؤمنون غيره، ويأبى الله والمؤمنون غير أبي بكر.

- وهكذا تسارع اللحظات. وما يطلع فجر اليوم الثاني بعد وفاته. إلا والمسلمون إمامهم أبو بكر خليفة لهم بعد رسول الله (ص) ولما يوار جثمان رسول الله (ص) بعد.

[جهاز رسول الله (ص) ودفنه]

قال ابن اسحاق: فلما بويع أبو بكر رضي الله عنه. أقبل الناس على جهاز رسول الله (ص) يوم الثلاثاء. فحدثني عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا: أن علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن عباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله (ص) هم الذين ولو غسله. وأن أوس

<<  <   >  >>