كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا. فهذا مالي فليستقد منه))). فهل وعت البشرية حاكما. وراعيا في رعيته مثل محمد (ص)؟ وهل يوجد أمثال هذه النماذج إلا ممن تخرج من مدرسة النبوة؟.
أوليس الدعاة إلى الله. وورثة محمد (ص). هم المؤهلون في هذا الجيل ليعيدوا هذه الدروس من جديد؟.
(ج) وأوصى بالأنصار حزبه، وكما سماهم ((كرشي وعيبتي)). وشهد لهم أن أدوا ما عليهم بلا ثمن. وبقي الذي لهم. وكانوا الصورة المثلى في هذا الوجود لمن يعطي ولا يأخذ، لمن يضحي لا يطلب الثمن إلا من رب العالمين لم ينس عليه الصلاة والسلام. أعلى نماذج الوفاء والتضحية في البشرية أبا بكر رضي الله عنه. والذي شهد له بأنه ما من أحد أمن عليه بماله وأهله من أبي بكر.
(و) ثم وجه الأنظار إلى أنه ماض إلى ربه وأنه مغادر هذه الأمة ((وأن عبدا خيره الله تعالى أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء. وبين ما عنده فاختار ماعنده)). وأحس الصديق رضي الله عنه لسع النار. فهو إشارة واضحة إلى قرب اصطفاء رسول الله (ص) لجوار ربه. فراح يبكي ويقول: نفديك بآبائنا وأمهاتنا.
ويا لها من لحظات وداع مؤثرة تفتت الأكباد، وتمزق القلوب؟.
٣ - ثم كانت قضية الكتاب. واختلف الصحابة رضوان الله عليهم فيه. وحرموه. وما زال الخلاف في أمة محمد إلى اليوم ((لا تختلفوا بعده أبدا))). لقد كان تفكيره في أمته. في سلامة عقيدتها وسلامة