للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمته نلاحظ أنها تمثل أهم الأمور التي تقلق بال النبي (ص) بعد وفاته.

(أ) فقد جاء ب لا إله إلا الله. وقد يئس الشيطان إن يعبد في هذه الأرض. وقد دخلت الوثنية إلى الشرائع السابقة من اليهود والنصارى من خلال حبهم لأنبيائهم {وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} (١).

وأضخم فتنة يخشاها عليه الصلاة والسلام على أمته هي أن تنصرف هذه الأمة عن عبادة الله إلى عبادته. ابتداء من تحويل قبره صنما للعبادة. ((لا تتخذوا قبري وثنا يعبد))). ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))). وحمى الله الأمة المسلمة من هذه الفتنة. فهو يريد لأمته أولا وأخيرا سلامة هذه العقيدة.

وقد تمثل التطبيق العملي لهذا الفهم العظيم. في كلمة الصديق بعد وفاة النبي (ص): (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله. فإن الله حي لا يموت). {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} (٢).

(ب) ويريد عليه الصلاة والسلام أن يلقى ربه خاليا من الذنب. وقد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه. فدعا أمته إلى القصاص منه ((من


(١) التوبة / ٣٠ - ٣١.
(٢) آل عمران /١٤٤.

<<  <   >  >>