على عين الله، وقد اصطنعك الله لنفسه، وأصابك ما أصابك، والله تعالى يسمع ويرى، وهو الذي شاء أن تبلغ المحنة ذروتها لحكمة بالغة، وقدر نافذ.
٢ - فماذا كان موقف إمام الأنبياء وسيد الدعاة من المحنة؟
كان هذا الدعاء الخالص المتبتل إلى الله سبحانه من ذلك القلب الموصول بالله ((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي .. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا قوة إلا بك)) (١).
فهو دعاء المستعيذ بالله، المستجير به، وكل ما كان يخشاه عليه الصلاة والسلام أن تكون هذه المحنة غضبا من الله جل شأنه، وإلا فلا يضيره في الله شيء وكل شيء في جنب الله قليل.
هذه هي نفسية سيد الخلق، واضحة جلية، مع المحنة، وقد بلغت ذروتها، ووصلت قمتها، وهذا هو توجهه عليه الصلاة والسلام.
وهو أبلغ درس لنا نحن الدعاة، حين نلقى شيئا مما لقيه عليه
(١) سبل الهدى والرشاد للإمام الصالحي ٢/ ٥٧٦ وقال: رواه الطبراني برجال ثقات من عبد الله ابن جعفر.