للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقالوه) (١) فإذا كان الروم قد عبؤوا كل قواتهم في الأرض العربية للمواجهة. فلابد للمسلمين أن يعبؤا قواتهم كذلك. وحيث أن المسافة طويلة، والمواجهة صعبة. فقد أعلن عليه الصلاة والسلام ابتداء عن اتجاه الغزوة.

(وبعث إلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم إلى عدوهم فبعث بريدة بن الحصيب وأمره أن يبلغ الفرع. وبعث أبا رهم الغفاري إلى قومه، وأبا واقد الليثي إلى قومه، وأبا جعدة الضمري إلى قومه بالساحل، ورافع بن مكيث إلى جهينة، ونعيم بن مسعود إلى أشجع، وبديل بن ورقاء والأبسر بن سفيان إلى بني كعب بن عمرو (من خزاعة) والعباس بن مرداس إلى بني سليم.) (٢) وحض على الجهاد ورغب فيه.

وبهذه التعبئة التي مثلت أضخم تحرك إسلامي في حياته (ص). (وسار ومعه ثلاثون ألفا، وعشرة آلاف فرس، واثنا عشر ألف بعير. وقال أبو زرعة: كانوا سبعين ألفا، وفي رواية أربعين ألفا) (٣).

وكان عنف التجربة في الوقت التي اختير لها (وذلك في وقت عسره من الناس، وشدة من الحر، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، يكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه. وكان رسول الله (ص) قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذى يصمد له. إلا ما كان من غزوة تبوك. فإنه بينها للناس لبعد الشقة، وشدة الزمان، وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته. فأمر الناس بالجهاز،


(١) و (٢) إمتاع الأسماع للمقريزى ١/ ٤٤٥ - ٤٤٩.
(٣) المصدر نفسه ١/ ٤٥٠.

<<  <   >  >>