٦ - ولما انتهى رسول الله (ص) إلى تبوك. أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة. فصالح رسول الله (ص) وأعطاه الجزية. وأتاه أهل جرباء وأذرح. فأعطوه الجزية. فكتب رسول الله (ص) لهم كتابا فهو عندهم. فكتب ليحنة بن رؤبة:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذه أمنة من الله، ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة. سفنهم وسياراتهم في البر والبحر. لهم ذمة الله، وذمة محمد النبي، ومن كان معهم من أهل الشام، وأهل اليمن، وأهل البحر فمن أحدث منهم حدثا. فإنه لا يحول ماله دون نفسه. وإنه طيب لمن أخذه من الناس. وإنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر (١).
٣ - ثم إن رسول الله (ص) دعا خالد بن الوليد. فبعثه إلى أكيدر دومة. (هو أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا عليها، وكان نصرانيا، فقال رسول الله (ص) لخالد: إنك ستجده يصيد البقر. فخرج خالد حتى إذا كان بحصنه على منظر العين، وفي ليلة مقمرة صائفة، وهو على سطح له ومعه امرأته. فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر. فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله! قالت: فمن يترك هذه؟ قال: لا أحد. فنزل فأمر بفرسه، فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته. فيهم أخ يقال له حسان. فركب، وخرجوا معهم بمطاردهم. فلما خرجوا تلقفتهم خيل رسول الله (ص)