للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - (وقد كان رسول الله (ص) حين مر بالحجر (١) نزلها، واستقى الناس من بئرها. فلما راحوا قال رسول الله (ص): لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضؤوا منه. وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا. ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له. ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله (ص)، إلا أن رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته، وخرج الآخر في طلب بعير له فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه. وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتمله الريح حتى طرحته في جبل طيىء. فأخبر بذلك رسول الله (ص) فقال: ألم أنهكم عن أن يخرج أحد منكم إلا ومعه صاحبه، ثم دعا رسول الله (ص) للذي أصيب على مذهبه فشفي، وأما الآخر الذي وقع بجبل طيىء. فإن طيئا أهدته لرسول الله (ص) حين قدم المدينة) (٢).

٥ - وعن ابن عباس قال: قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن العسرة. فقال: عمر: خرجنا مع رسول الله (ص) إلى تبوك. في قيظ شديد.

فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد. حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، وحتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه. فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيرا فادع فقال النبي (ص): أتحب ذلك يا أبا بكر: قال: نعم. فرفع رسول الله (ص) يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأطلت ثم سكبت. فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر) (٣)


(١) الحجر منازل ثمود.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٢: ٥١٨ - ٥٢٢.
(٣) مجمع الزوائد للهيثمي ١٩٤/ ٦ وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات.

<<  <   >  >>