للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصخرة العظيمة، والتعذيب بالنار لخباب وعمار، والسجن لأبي بكر وطلحة حيث سميا بالقرينين .. كل هذه الأمور نماذج مما يمكن أن يلقاه المسلم من التعذيب في سبيل دينه.

ولا شك أن تطور وسائل التعذيب لدى أعداء الإسلام أصبح حافلا بما تذهل العقول من شدته، من الصعق بالكهرباء، وإقلاع الأظافر، والحيلولة دون النوم أياما متتاليات، وتسليط الكلاب المسعورة على الأجساد الطاهرة، وثلم العرض للعفيفات الحرائر .. كل هذه الأمور، التي استحدثها الأعداء في الأرض هدفها أن تئد هذه الدعوة وهذا الدين .. ولكن الله غالب على أمره، ولكن أكبر الناس لا يعلمون .. فقد انهار الطغاة أمام صبر الدعاة، ولقي أعداء الإسلام وزبانيتهم من الجلادين والأقزام أسوأ المصير، وما أعطى المسلم عطاء أعظم من الصبر.

٥ - ولا يغيب عن الذهن عظمة الوزير الأول أبي بكر رضي الله عنه، يوم وقف أول خطيب لله ورسوله في الأرض، وكاد أن يقدم روحه ثمنا لهذه الخطبة .. ووضع جاهه وماله ونفسه فداء رسول الله (ص)، كما فعل يوم رأى المشركين وقد أقبلوا على رسول الله (ص)، يريدون قتله، فراح يضاربهم حتى تحول التعذبب والأذى له، لا يغيب عن الذهن كيف يفدي الدعاة قياداتهم الرائدة المجاهدة في سبيل الله بأرواحهم وأنفسهم وحياتهم.

٦ - كما لا يغيب عن الذهن كذلك ذلك الوعي العظيم من أم جميل بنت

<<  <   >  >>