مشرك - وخرج حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله (ص) وأصحابه .. وقالوا: أصبنا حد أصحابه وأشرفهم وقادتهم ثم نرجع قبل أن نستأصلهم! لنكرن على بقيتهم. فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا. قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط قال: ويحك! ما تقول؟ قال: والله ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصي الخيل، قال: فولله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم.
قال: فإني أنهاك عن ذلك .. فثنى ذلك أبو سفيان ومن كان معه) (١).
...
والوقوف مع القيادة النبوية درس عظيم للمسلمين في الأرض وللدعاة منهم خاصة .. فإننا كثيرا ما نبرر هزائمنا المتوالية، ونشبهها بيوم أحد، وهو خطأ فادح، إن الشهداء السبعين الذين قضوا نحبهم في أحد، ووراءهم الأعداد الضخمة من الجرحى، لم تمض هدرا أو عبثا، إنما سقطت وهي تذود عن القيادة وعن الدين، وعن الله ورسوله، وعظمة القيادة النبوية أنها استطاعت بهذا القدر القليل من الضحايا أن تصد الهجوم الشرس، وتفوت الهدف الرئيسي للمشركين في استئصال شأفة المسلمين، واستباحة بيضتهم، وأن تعيد أبا سفيان مع جيشه من المشركين، وقلوبهم واجفة أن يلحق بهم محمد بجيشه المتجمع في