للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنه ليسمع كلامك الآن. فقال: أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر.

١٠ - وكان حسبان العواقب في الخطة، أن بعث رسول الله (ص) في آثارهم سبعين رجلا كان فيهم أبو بكر والزبير. وفي رواية ابن هشام، كان على رأسهم علي بن أبي طالب، وحدد له الهدف قائلا: ((اخرج في آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون. فإن كانوا قد جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فهم يريدون المدينة. والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم) قال علي: فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووجهوا إلى مكة) (١).

١١ - وكانت خاتمة المطاف في الخطة: خروج الرسول (ص) في أثر العدو ليرهبه. (فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشر ليلة مضت من شوال (٢) أذن مؤذن رسول الله (ص) في الناس يطلب العدو. فأذن مؤذنه، أن لا يخرجن معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس .. وإنما خرج رسول الله (ص) مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه خرج في طلبهم .. فخرج حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها الإثنين والثلاثاء والأربعاء - وقد مر به معبد بن أبي معبد الخزاعي (٣) ومعبد يومئذ


(١) السيرة النبوية لابن هشام ٩٤/ ٢.
(٢) كانت الغزوة يوم السبت في النصف من شوال من السنة الثالثة.
(٣) كانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله (ص).

<<  <   >  >>