فأعرض فقال سعد بن عبادة: إيانا يريد رسول الله (ص)، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار أخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادنا إلى برك الغماد لفعلنا) (١).
٣ - وروى ابن مردويه أيضا عن طريق محمد بن عمر بن علقمة الليثي عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله (ص) إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: ((كيف ترون؟)) فقال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا. قال: ثم خطب الناس فقال:
((كيف ترون؟)) فقال عمر مثل قول أبي بكر. ثم خطب الناس فقال:((كيف ترون؟)) فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت برك الغماد من ذي يمن لنسير معك ولا نكون كالذين قالوا لموسى:{اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} لكن اذهب أنت وربك فقاتلا! إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر، وأحدث الله لك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن على قول سعد:{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وأن فريقا من المؤمنين لكارهون} الآيات .. وذكر الأموي في مغازيه وزاد بعد قوله، وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت، وما أخذت كان أحب إلينا مما