للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكفار. اللهم إلا ما ذكر عن سعد رضي الله عنه، عندما طلع عليهم بعض الكفار وهم يصلون (فناكروهم، وعابو عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلا من المشركين بلحى بعير فشجه. فكان أول دم هريق في الإسلام) (١).

٢ - وحين نراجع هذا الرصيد من المؤمتين في هذه المرحلة، نلاحظ أنهم العمود الفقري في الإسلام. وهم الذين حملوا عبء قيادة المجتمع الإسلامي فيما بعد .. وكم كانت عظمة التربية التي تلقوها تؤهلهم ليكونوا صناع التاريخ الإسلامي فيما بعد. وإن كان أغلبهم في هذه المرحلة في حوالي سن العشرين أو أقل. وكان قرابة ثلثهم من النساء.

٣ - وما أعلن القوم عن وجودهم إلا بعد الأمر بالصدع بالدعوة، حيث قام أبو بكر خطيبا بالمشركين في الكعبة، ولم تكن المحن، والتعذيب الذي يلقونه، والفتنة التي يتعرضون لها، لتصدهم عن سبيل الله، أو تفتنهم عن دينهم بل كانت تزيدهم صلابة في الحق، وثباتا على المبدأ، ولم يعرف تاريخ هذه العصبة المؤمنة، التي أصبحت مستعصية على الإبادة، من انحراف أو تزلزل أو ضعف أو وهن، إلا ما ذكر عن عبيد الله بن جحش (٢).

٤ - وكان الانتقال إلى مرحلة الجهر بالدعوة بعد أن أصبحت القاعدة الصلبة


(١) السيرة النبوية لابن هشام ٢٦٣/ ١.
(٢) عبيد الله بن جحش، هو الذي ارتد عن الإسلام في الحبشة، ودخل النصرانية، ومات كافرا، وكان ممن هاجر مع المسلمين إلى الحبشة.

<<  <   >  >>