للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لجنى، فما أنتم بقائلين شيئا من هذا إلا عرف أنه باطل. وإن أقرب القول لأن تقولوا هذا ساحر، فتقولون هو ساحر يفرق بين المرء ودينه، وبين المرء وأبيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وعشيرته .. فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم، فلا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه، وذكروا لهم أمره) (١).

(ب) قال ابن إسحاق: (وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله (ص)، وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وأسبنديار.

فكان إذا جلس رسول الله (ص) مجلسا فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله. خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال:

أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلم إلي، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسبنديار ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني) (٢).

(قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله) (٣).

قال ابن إسحاق: (وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما


(١) البداية ونهاية لابن كثير ٢/ ٦٧، ٦٨.
(٢) و (٣) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٣٠٠.

<<  <   >  >>