للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبيد بن شرية الجرهمي من صنعاء، فكتب له كتاب الملوك لأخبار الماضين.

(بعد هذا رأينا أكثر من واحد من العلماء يتجهون إلى علم التاريخ من ناحيته الخاصة لا العامة وهي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم، ولعلهم وجدوا في تدوين ما يتعلق به عليه الصلاة والسلام شيئا يحقق ما في أنفسهم من تعلق به، وحب لتخليد آثاره، فجاء أكثر من رجل كلهم محدث، فدونوا في السيرة كتبا نذكر منهم عروة بن الزبير بن العوام (١) الفقيه المحدث، الذي مكنه نسبه من قبل أبيه الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر أن يروي الكثير من الأخبار والأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحياة صدر الإسلام.

وحسبك أن تعلم أن ابن إسحاق، والواقدي، والطبري أكثروا من الأخذ عنه، ولا سيما فيما يتعلق بالهجرة إلى الحبشة، والمدينة، وغزوة بدر، وكانت وفاة عروة- فيما يظن- سنة ٩٢ هـ.

ثم أبان بن عثمان بن عفان (٢) المدني المتوفى سنة ١٠٥ هـ فألف في السيرة


(١) أخرج الدكتور محمد مصطفى الأعظمي كتاب المغازي لعروة بن الزبير برواية أبي الأسود عنه وعلى هذا الأساس فهي أقدم سيرة بين أيدينا على الإطلاق. وهي من القرن الأول للهجرة، ولا بد من الإشارة إلى أن الدكتور الأعظمي استخرجها استخراجا من كتب الحديث والسيرة. ولم تصل إلى يده النسخة المخطوطة. وابن الزبير في عرضه للسيرة النبوية لا يعتمد السند كثيرا، بل يقدم معلوماته في هذا الموضوع، وهو عند المحدثين ثقة فقيه مشهور، وقد روى له السته في صحاحهم ومسانيدهم. تقريب التهذيب ٢/ ١٩.
(٢) قال (يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه، أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها من أبان بن عثمان، فكان كثيرا ما تقرأ عليه وأمرنا بتعلمها) ابن سعد ٥/ ١٥٦. وتقول بعض الروايات أنه كتبها لسليمان بن عبد الملك. وأتلفها سليمان. وأبان ابن عثمان عند المحدثين مدني ثقة روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. التقريب ١/ ٣١.

<<  <   >  >>