للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا دين أغلب لذي لب منكن)) (١)، فعلى نقص تفكيرها تملك القدرة على سلب ذي العقل الحصيف عقله، وتجره في حبائلها حتى تورده موارد التهلكة، ابتداء من صرفه عن الدعوة خوفا عليه وعليها وعلى رزقه وقوته، وانتهاء بجره إلى السقوط في مستنقع الرذيلة حتى يستجيب لشهوته ونزوته، ولا يغيب عن ذهننا أبدا قول يوسف عليه الصلاة والسلام:

{قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاسجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم} (٢).

والموقف الذي يجب أن يكون عليه الدعاة أمام هذه الإغراءات جميعا هو موقف سيد الدعاة، يوم قال له عمه أبو طالب: (يابن أخي، إن قومك قد جاؤوني، فقالوا لي كذا وكذا، فابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله (ص) أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، فقال: ((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ..)) (٣).


(١) أحمد ومسلم وأبو داود. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني ج. ٥ ص. ١٤٤ ح. ٥٥٠.
(٢) يوسف: ٣٣،٣٤.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٢٦٧.

<<  <   >  >>