للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- للذي قالوا لي - فوالله ماتركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك. ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك. فعرض عليه رسول الله (ص) الإسلام وتلا عليه القرآن. فقال: لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، فقلت: يا نبي الله: إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ....

ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطاؤوا علي، ثم جئت رسول الله (ص) بمكة فقلت: يا رسول الله قد غلبتني دوس فادع الله عليهم. فقال: ((اللهم اهد دوسا وائت بها)) فقال لي رسول الله (ص): ((اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم)) فخرجت إليهم. فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله (ص)، ومضى بدر وأحد والخندق. ثم قدمت على رسول الله (ص) بمن أسلم من قومي، ورسول الله (ص) بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين بيتا أو ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقنا رسول الله (ص) بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين ..) (١).

وعن ابن عباس رضي الله عنه يذكر إسلام أبي نذر قال:

(.... حتى دخل على النبي (ص) ودخل معه، فسمع من قومه وأسلم مكانه. فقال له النبي (ص): ((ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري)) فقال: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ١٧٦/ ٣.

<<  <   >  >>