الدنيا والآخرة، فحصل له ما يؤلمه. وكان هذا المؤلم أعظم وأدوم من ألم اتباعهم، فلا بد من حصول الألم لكل نفس آمنت، أو رغبت عن الإيمان. لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، والمعرض عن الإيمان يحصل له اللذة ابتداء، ثم يصير في الألم الدائم، وسئل الشافعي رحمه الله: أيما أفضل للرجل: أن يمكن أو يتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى، والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة. وإنما تفاوت أهل الآلام في العقول، فأعقلهم من باع ألما مستمرا عظيما بألم متقطع يسير، وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير، بالألم العظيم المستمر) (١).