للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا إن أمرك لعجب. ثم قال بعضهم لبعض: إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون، فانطلقوا ومضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه، ثم تفرقوا. فقال أبو طالب لرسول الله (ص): ما رأيتك سألتهم شططا، فلما قال أبو طالب طمع رسول الله في إسلامه، فجعل يقول له: ((أي عم، فأنت فقلها، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة)) قال: فلما رأى حرص رسول الله (ص) عليه، قال: يابن أخي، والله لولا مخافة السبة عليك، وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها) (١).

وحكي عن هشام بن السائب أو ابنه أنه قال: لما حضرت أبو طالب الوفاة جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم فقال: ..... فأوصيكم بمحمد خيرا، فإنه الأمين في قريش، والصديق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به .. وايم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب، وأهل البر في الأطراف قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت .. قد محضته العرب ودادها، وأصغت له فؤادها، وأعطته قيادها، دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم كونوا له ولاة، ولحزبه حماة ...) (٢).

قال ابن إسحاق:


(١) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٤١٧.
(٢) الروض الأنف للسهيلي ١٧١/ ٢.

<<  <   >  >>