للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد بن إسحاق رحمه الله ثبت في الحديث عند أكثر العلماء، وأما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته فيهما (١).

(قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق. ذكره البخاري في التاريخ وذكر عن سفيان بن عيينة أنه قال: ما أدركت أحدا يتهم ابن إسحاق في حديثه، وذكر أيضا عن شعبة بن الحجاج أنه قال: ابن إسحاق أمير المؤمنين، يعني في الحديث) (٢).

وذكر أبو يحيى الساجي رحمه الله بإسناد له عن الزهري أنه قال: خرج


(١) يقول ابن سيد الناس في كتابه عيون الأثر م١ ص ٢٢: وقد ذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب الثقات له، فأعرب عما في الضمير، فقال تكلم فيه رجلان هشام ومالك. فأما هشام فأنكر سماعه من فاطمة والذى قال ليس مما يجرح به الإنسان في الحديث، وذلك أن التابعين كالأسود وعلقمة سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها بل سمعوا صوتها، وكذلك ابن إسحاق كان يسمع من فاطمة والستر بينهما مسبل، قال وأما مالك فإنه كان ذلك منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يحب وذلك أنه لم يكن بالحجاز أحد أعلم بأنساب الناس منه وأيامهم من ابن إسحاق. وكان يزعم أن مالك من موالي ذي أصبح، وكان مالك يزعم أنه من أنفسها، فوقع بينهما لذلك مفاوضة فلما صنف مالك الموطأ قال ابن إسحاق: ائتوني به فأنا بيطاره، فنقل ذلك إلى مالك فقال: هذا دجال من الدجالة يروى عن اليهود. وكان بينهما ما يكون بين الناس. حتى عزم محمد على الخروج إلى العراق فتصالحا حينئذ وأعطاه عند الوداع خمسين دينارا ونصف ثمرته تلك السنة، ولم يكن يقدح فيه مالك من أجل الحديث، إنما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - من أدلاء اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وما أشبه ذلك من الغرائب عن أسلافهم وكان ابن إسحاق يتبع ذلك عنهم ليعلم ذلك من غير أن يحتج بهم. وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن معتمد صدوق.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري م١ ق١ ت ٦١ ص ٤١.

<<  <   >  >>