بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف. وليس فيهم من الموالي أو العبيد أو المغمورين أحد.
وعندما كانت الأخبار تفد بحسن المقام، وطيب الجوار، توافد المسلمون أرسالا حتى بلغوا ثلاثة وثمانين رجلا واثنتي عشرة أمرأة.
ويمكن القول أن جل أصحاب رسول الله (ص) قد مضى إلى الحبشة، فعندما أسلم عمر رضي الله عنه بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة كان عدد المسلمين أربعين في رواية وفي الروية الأخرى سبعين. ولم تكن هجرة من هاجر إلى الحبشة مقصورة على الفرار من الفتنة فقط، بل صحبها محاولة إقامة قاعدة صلبة للدعوة هناك تحميهم. وحيث أن الحماية ليست متوفرة في مكة إلا لنفر محدود، ولم تعد مكة أرضا آمنة لها، فلا بد من البحث عن موقع آخر يمكن أن يكون عاصمة ثانية لها.
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله:
(ولقد سبق الاتجاه إلى يثرب، لتكون قاعدة للدعوة الجديدة ... سبقها الاتجاه إلى الحبشة حيث هاجر إليها كثير من المؤمنين الأوائل. والقول بأنهم هاجروا لمجرد النجاة بأنفسهم لا يستند إلى قرائن قوية. فلو كان الأمر كذلك، لهاجر إذن أقل الناس جاها وقوة ومنعة من المسلمين، غير أن الأمر كان على الضد من هذا، فالموالي المستضعفون الذين كان ينصب عليهم معظم الاضطهاد والتعذيب والفتنة لم يهاجروا، إنما هاجر رجال ذوو عصبيات، لهم من عصبيتهم - في بيئة قبلية - ما يعصمهم من الأذى، ويحميهم من الفتنة؛ وكان عدد القرشيين يؤلف غالبية المهاجرين، منهم جعفر بن أبي طالب، (وأبوه