المهمة، وكانت على دفعتين، ومنذ أن تم التأكد من سلامة الموقع الجديد راح أكثر الصحب إليه. وقد أوكل الأمر لجعفر رضي الله عنه بعد عثمان بن مظعون.
٣ - ووجود ابن عم رسول الله وصهر رسول الله، وابنة رسول الله (ص) ذو دلالة عميقة على أن الأخطار لا بد أن يتجشمها المقربون إلى القائد وأهله ورحمه. أما أن يكون خواص القائد في منأى عن الخطر، ويدفع إليه الأبعدون غير ذوي المكانة، فهو خط خارج على منهح سيد الدعاة صلوت الله عليه، لقد كان عثمان ورقية كما قال عليه الصلاة والسلام عنهما:((إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام)).
٤ - ويجب أن لا يغيب عن الذهن طبيعة المعركة بين الإسلام والكفر وأنها عملية بقاء أو فناء. فلم ترض قريش بخروج أكثر أصحاب محمد عنها، رغم نأي الحبشة وبعدها، ولم تسكت، إنما راحت تلاحقهم إلى هناك، خشية امتدادهم وقوتهم، وتحاول أن تنزع هذا الموقع منهم في تخطيط محكم ذكي. فالهدايا إلى النجاشي، والهدايا إلى بطارقته، ووضع الخطة داخل مكة، كيف توزع الهدايا، وماذا يرافق التوزيع من الكلام، ونوعيات الرسل في ذلك، فعمرو من أصدقاء النجاشي، وهو قادر على تأدية الدور الفعال في هذه المهمة.
وما أحوجنا إلى أن لا نستصغر عدونا، وأن لا ننام عن مخططاته، وأن نعطيه حجمه الحقيقي وندرس كل تحركاته، لنعرف كيف نواجه هذه التحركات.