قال: فأخذ أبو اليسر، أنس بن رافع حفنة من البطحاء، فضرب بها وجه إياس، وقام رسول الله (ص) عنهم، وانصرفوا إلى المدينة فكات وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ..) (١).
...
كانت المقاومة عنيفة من قريش، ولم تفز بشيء فوزها بأبي لهب - لعنه الله - الذي كان يمضي مع رسول الله (ص) إلى كل مكان يكذبه ويؤذيه، فكانت هذه أضخم دعاية ضد النبي (ص) حين يرون عمه يرد عليه قوله، ويسفه رأيه، ومن أجل هذا رأينا رسول الله (ص) يستعمل الوسيلة نفسها، فيأتي إلى عمه العباس ليرافقه في دعوته.
فقد روى الحافظ أبو نعيم عن العباس قال:
قال لي رسول الله (ص): ((لا أرى لي عندك ولا عند أخيك منعة:
فهل أنت مخرجي إلى السوق غدا، حتى نقر في منازل قبائل الناس؟)) وكانت مجمع العرب. قال: فقلت: هذه كندة ولفها، وهي أفضل من يحج البيت من اليمن، وهذه منازل بكر بن وائل، وهذه منازل بني عامر بن صعصعة، فاختر لنفسك.
قال: فبدأ بكندة فأتاهم، فقال:((ممن القوم؟)) قالوا: من أهل اليمن، قال:((من أي اليمن؟)) قالوا: من كندة، قال:((من أي كندة؟)) قالوا: من بني عمرو بن معاوية. قال:((فهل لكم إلى خير؟))
(١) مجمع الزوائد ٣٦/ ٦ وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.