للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى ويمثل بين يديه، ذكرا وتسبيحا واستغفارا وثناء على الله جل وعلا، كما كرم سيد الخلق بأن كان معراجه ومثوله بين يدي ربه بجسده الشريف وقلبه.

وإذا كان فرض الصلوات هناك، فلا بد أن يكون حس المؤمن متجها إلى هناك، إلى حيث فرضت يوم فرضت، بلا وساطة، ولا حاجب ولا حجاب.

ومن أجل هذا كان ترك الصلاة من الكبائر التي تقود إلى الكفر.

((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) (١).

وما كان السلف يرون أمرا تركه كفر غير الصلاة، قال عبد الله ابن شفيق: كان أصحاب محمد (ص) لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة (٢).

٥ - وما هيأه الله تعالى لنبيه (ص) من أن يكون موسى عليه الصلاة والسلام على طريق عودته، ويتذاكر معه فيما فرض عليه ربه، فيلح موسى على محمد (ص) العودة إلى ربه ومناجاته، وطلب التخفيف عن أمته، وكيف كان يمضي ثم يعود، فيسقط الله تعالى عنه عشرا، وكيف وقف عند الخمس بعد ذلك، ويستحي من ربه عز وجل العودة، فيسمع نداء ربه: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي.


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، شرح السنة ٢/ ١٨٠ هامش ٧.
(٢) المصدر نفسه ١٨١/ ٢.

<<  <   >  >>