للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن النجار، وأسماء ابنة عمرو بن عدي إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع. فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله (ص) حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج .. إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وأنه قد أبى إلا الانحياز لكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة في بلده. قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت.

قال: فتكلم رسول الله (ص)، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام ثم قال: ((أبايعكم على أن تمنعوني بما تمنعون به نساءكم وأبناءكم)) قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: نعم، والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا (١). فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلقة (٢)، ورثناها كابرا عن كابر (٣).

قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله (ص) أبو الهيثم بن التيهان


(١) أزرنا: نساءنا، والمرأة يكنى عنها بالإزار.
(٢) الحلقة: السلاح.
(٣) كابرا عن كابر: كبيرا عن كبير، كناية: جيلا بعد جيل.

<<  <   >  >>