للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: كلا يا أبت، قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت: فأخذت أحجارا فجعلتها في كوة (١) في البيت كان أبي يجعل فيها ماله، ثم جعلت عليها ثوبا، ثم أخذت يده، فقلت: يا أبت ضع يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس إن كان ترك لكم هذا لقد أحس وفي هذا لكم بلاغ. قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك) (٢).

١٢ - (قال ابن إسحاق: ولم يعلم فيما بلغني بخروج رسول الله (ص) أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق، وآل أبي بكر، أما علي فإن رسول الله (ص) - فيما بلغني - أخبره بخروجه، وأمره أن يتخلف بعده بمكة، حتى يؤدي عن رسول الله (ص) الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته (ص) (٣).

١٣ - (قال ابن إسحاق: فحدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خرج رسول الله (ص) وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: لا أدري، والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة طرح منها


(١) الكوة: الثقب في الحائط.
(٢) رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق. وقد صرح بالسماع.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٤٨٥.

<<  <   >  >>