للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} (١).

لقد كان دخول الغار ذروة نصر الله تعالى في حماية عبده من عدوه، حين تطبق مكة كلها على قتله، وتصل إلى قاب قوسين منه، وأدنى من ذلك، فيصرف الله البصر عن النظر حتى إلى ما تحت القدمين، ويصد الجحفل الجرار المتلمظ للقتل، بأضعف جنود الله في الأرض .. بالعنكبوت.

فعن ابن عباس في قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ..} (٢) قال:

(تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فاثبتوه بالوثائق - يريدون النبي (ص) - وقال بعضهم: بل اقلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه (ص) على ذلك فبات علي على فراش النبي (ص) تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي (ص)، فلما أصبحوا ثاروا عليه، فلما رأوا عليا رد الله عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ فقال: لا أدري، فاقتفو أثره. فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالو: لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسيج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال) (٣).


(١) سورة التوبة ٤٠.
(٢) الأنفال من الآية ٣٠.
(٣) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ١٩٨. وقال: رواه الإمام أحمد ثم أتبع (وهذا إسناد حسن وهو أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت، وذلك من حماية الله رسوله (ص)).

<<  <   >  >>