للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال قائل: أرخوا بتاريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك اسكندر المقدوني، فكره ذلك.

وقال آخرون: أرخوا بمولد الرسول (ص).

وقال آخرون: بل بمبعثه.

وقال آخرون: بل بهجرته.

وقال آخرون: بل بوفاته .. فمال عمر رضي الله عنه إلى التاريخ بالهجرة لظهوره واشتهاره واتفقوا على ذلك) (١).

وكما ذكرنا عن البخاري رحمه الله عن سهل بن سعد (ما عدوا من مبعث النبي (ص) ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة).

ويقول السهيلي رحمه الله بصدد حديثه عن قول الله عز وجل {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ..} (٢).

(وفي قوله سبحانه {من أول يوم} وقد علم أنه ليس أول الأيام كلها، ولا إضافة إلى شيء في اللفظ.

الظاهر فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر رضي الله عنهم حيث شاورهم في التاريخ، فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عام الهجرة، لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام، والذي أمر فيه النبي (ص) وأسس المساجد، وعبد الله آمنا كما يجب، فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل، وفهمنا الآن


(١) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٢٢٦.
(٢) التوبة من الآية ١٠٨.

<<  <   >  >>