٧ - وتلك أسماء رضي الله عنها، وهي أصغر من عبد الله بن أبي بكر، ولا تزال في ميعة الصبا، ولم تنجب من الزبير بعد، تشارك في الأحداث بكل ما أوتيت من نباهة وذكاء، فتضع نطاقها وكاء للطعام والشراب، وتسارع في حل مشكلة المال المحمول مع أبيها فتخترع قصة الحجارة حتى تسكن الشيخ وتهدىء من روعه. وهي تعلم أن أباها قد حمل المال كله وتركهم لله ورسوله. ويصفعها الخبيث أبو جهل على وجهها فيطير قرطها من أذنها، وهي مصرة على قولها: والله لا أدري أين ذهب أبي.
٨ - وذاك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن العشرين ونيف، ينام في فراش رسول الله (ص)، ويعلم أن السيوف قد تنتاشه وتحتوشه في كل لحظة، ويقدم نفسه فداء لرسول الله (ص)، ويبقى في موطن الخطر ثلاثة أيام متوليات يوزع الأمانات لأهلها، ويمضي مهاجرا وحيدا إلى الله ورسوله وقد دميت قدماه من أهوال الطريق.
٩ - وذاك عامر بن فهيرة، الذي كان يحمل مسؤولية رعي الغنم، وإعفاء أثر عبد الله بن أبي بكر، ثم يمضي في ركاب المصطفى وركاب أبي بكر يخدمهما في الطريق، كان في عرامة الشباب وفتوته.
١٠ - وحتى عندما وصل رسول الله (ص) إلى المدينة كان الملأ من بني النجار وشبابهم يحفون برسول الله (ص) بالسلاح، ولا يمر بقوم إلا ويقولون: يا رسول الله هلم إلينا، إلى العدد والعدة والمنعة.
١١ - ولا شيء أروع من مشاركة فتاة الثامنة في أحداث الهجرة، وهي عائشة