للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه، وقام عند رسول الله (ص) حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة، فمات بها كافرا.

فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا به حين نزل القرآن طمعوا في الأجر، فقالوا: يا رسول الله: أنطمع أن تكون لنا غزوة، نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فأنزل الله عز وجل فيهم: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم} فوضعهم الله في ذلك على أعظم الرجاء.

والحديث في هذا عن الزهري، ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير (١):

(قال ابن إسحاق، وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش: إن الله عز وجل قسم الفيىء حين أحله، فجعل أربعة أخماس لمن أفاءه الله، وخمسا إلى رسوله. فواقع على ما كان عبد الله بن جحش قد صنع في تلك العير) (٢)

...

١ - وصل رسول الله (ص) المدينة في شهر ربيع الأول (٣)، ومضت السنة


(١) الزهري: الفقيه الحافظ المتفق على جلالته وإتقانه. يزيد بن رومان: ثقة مولى آل الزبير، عروة ابن الزبير: ثقة فقيه مشهور.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٦٠١ - ٦٠٥. وقد رواه الإمام أحمد مختصرا وابن أبي حاتم والسدي كما ذكر ذلك ابن كثير ٣/ ٢٧١ و ٢٧٤، ٢٧٥.
(٣) قال ابن هشام: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي عن عروة قال: قدم رسول الله (ص) المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء، وكادت الشمس تعتدل لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، وهو التاريخ.

<<  <   >  >>