للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لموعود الله عز وجل.

{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} (١).

أما الجيل الجديد من القادة، والذي نجا يوح بدر، فمعظمه كتب الله تعالى له الهداية فيما بعد.

٢ - وكما كانت بدر عرسا في عالم الأرض، كذلك كانت في عالم الجن.

(فقد ذكر قاسم بن ثابت في الدلائل أن قريشا حين توجهت إلى بدر مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي أوقع بهم المسلمون، وهو ينشد بأنفذ صوت، ولا يرى شخصه.

أزار الحنيفيون بدرا وقيعة ... سينقض منها ركن كسرى وقيصرا

أبادت رجالا من لؤي وأبرزت ... خرائد يضربن الترائب حسرا (٢)

فيا ويح من أمسى عدو محمد ... لقد جار عن قصد الهدى وتحيرا) (٣)

لقد أدرك المؤمنون من الجن أبعاد هذه المعركة، وأنها ستطيح بعرش كسرى وقيصر، وبمقدار ما كان العرس في عالم الجن من المؤمنين، بمقدار ما كان المأتم والوبل والثبور عند كفار الجن وشياطينهم.


(١) القصص ٥، ٦.
(٢) أي يبرز نساء مكة يضربن صدورهن ويحسرن عن شعورهن ونحورهن بكاة على قلاهن.
(٣) الروض الأنف للسهيلي ٧٨/ ٣.

<<  <   >  >>