اسعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك).
وصدق سعد، فما تخلف رجل واحد، وما جاوزه معه إلا مؤمن.
وجدنا في أحد من يقول: أطاعهم، وعصاني، ما أدري علام نقتل أنفسنا أيها الناس.
ولم ينخذل رجل واحد فقط، بل انخذل معه ثلث الجيش ثلاثمائة، فالفرق بين الصورتين واضح.
٢ - وحتى السبعمائة الذين تبقوا حقق الله تعالى بهم موعوده، فأكثريتهم كانوا من المؤمنين الصادقين {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه}(والله لكأني أنظر إلى خدم (خلاخل) هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير).
٣ - ولكن هؤلاء البعمائة لم يكونوا مع ذلك على مستوى إيماني واحد، فلا يزال فيهم من يتعاطف مع ابن أبي وجنده، وهذه القلة هي التي قلبت الميزان، وغيرت المواقف {وإذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون}(١).
{... وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن