السد، وعن خروج عمرو بن عامر لما رأى ملامح انهياره.
والذي يوضحه القرآن أنهم كانوا على هدى من الله، وبارك الله لهم في أرضهم وزرعهم وضرعهم.
الثالثة: بعد أن انهار السد وتفرق كلهم في كل صقع {فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ}(١).
ويقدر المؤرخون أن هذا الأمر قد تم قبل ثلاثة قرون من البعثة النبوية، وهي صورة لحضارة قامت على أساس العقيدة وانهارت حين خرجت على منهج الله بعد أن عاشت قرنا طوالا.
الرابعة: وهي مرحلة استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن، وامتداد نفوذه حتى وصل إلى مكة والمدينة وهو الذي ساق الحبرين من يهود المدينة إلى اليمن. وعمر البيت الحرام وكساه، وكان ملكه قبل ملك ربيعة بن نصر. وهو الذي أدخل النصرانية إلى اليمن. وجاء بعده ابنه حسان الذي امتد نفوذه إلى العراق وبعده أخوه عمرو.