٣ - ولكن هذه العاطفة الموارة بقيت ضمن وهج المنهج المحدد، وحرصت على أن يكون المنبع الثر الأول هو القرآن الكريم. والمنبع الثر الثاني هو الحديث النبوي الشريف، فكان العمود الفقري لكل بحث من خلال كتب الحديث، لا كتب السيرة.
٤ - وحرصت على توثيق ما أكتبه - ما وسعني ذلك - وإعادته إلى مصادره. وعندما يكون الحديث، خارج إطار كتابي إمامي المحدثين البخاري ومسلم فإني أعتمد البحث عن درجة الحديث وصحته، وقد أسعفني الجامع الصغير وتخريج الأستاذ الألباني عليه في أحاديث الكتب الستة، ثم مجمع الزوائد للهيثمي في بقية الكتب. بحيث كان جل اعتمادي على هذين المصدرين.
٥ - وبعد الانتقال من رياض الحديث النبوي الشريف كنت أحرص على إتمام البناء من خلال كتب السيرة المنوعة. وكانت السيرة لابن كثير ذات الاهتمام الأول. لأنها كذلك اعتمدت كتب الحديث أساسا في العرض، وخاصة البيهقي في سننه ودلائله، ومسند الإمام أحمد.
٦ - ولا شك أن ابن إسحاق رحمه الله في سيرته التي وصلتنا من خلال ابن هشام يبقى أكبر وأوسع مصدر للسيرة. وما من إمام كتب في السيرة إلا وكان ابن إسحاق عمدته، وله فضل عليه. لكني أضفت جديدا هو محاولة توثيق روآيات ابن إسحاق التي تعتمد السند، وتعتمد تصريح ابن إسحاق عمن حدث عنه. فيرتفع التدليس، وتصبح الحادثة موثقة بشكل أكثر.