للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالذي لم يسجد لله سجدة. صدق الله تعالى فصدقه، وشهد له رسول الله (ص) بالشهادة وكفنه، ودعا له. والذي قاتل وظاهره من أهل الإسلام حتى ((لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه)) (١) يشهد رسول الله (ص) أنه من أهل النار.

٤ - (وشهدت خيبر، وسام رسول الله (ص) للفتاة الغفارية التي حضرت معه الحرب إذ تروي لنا قصة هذا الوسام فتقول: أتيت رسول الله (ص) في نسوة من بني غفار. فقلنا: يا رسول الله: قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا - وهو يسير إلى خيبر - فنداوي الجرحى، ونعين المسلمين بما استطعنا. فقال: ((على بركة الله)) قالت: فخرجنا معه وكنت جارية حدثة السن فأردفني رسول الله (ص) على حقيبة رحله فوالله لنزل رسول الله (ص) إلى الصبح، ونزلت عن حقيبة رحله، وإذا بها دم مني. وكانت أول حيضة حضتها. فتقبضت إلى الناقة واستحييت. فلما رأى رسول الله (ص) ما بي، ورأى الدم، قال: ((ما لك لعلك نفست)) قالت: قلت: نعم. قال: ((فأصلحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمركبك)) قالت: فلما فتح الله خيبر رضخ لنا من الفيىء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها، وعلقها في عنقي، فوالله لا تفارقني أبدا، وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها. قالت: وكانت لا تطهر من حيضها، إلا جعلت في طهورها


(١) من رواية ثانية للبخاري ج ٥ ص ١٦٨.

<<  <   >  >>