عمرو الغساني، من أمراء قيصر على الشام. فقال: أين تريد؟ لعلك من رسل محمد؟ قال: نعم. فأوثقه رباطا ثم قدمه فضرب عنقه. ولم يقتل لرسول الله (ص) رسول غيره. فلما بلغ رسول الله (ص) ذلك اشتد الأمر عليه، فجهز جمعا من أصحابه وعدتهم ثلاثة آلاف وبعثهم إلى مقاتلة ملك الروم) (١).
وكما أن بيعة الرضوان التي تعاهد المسلمون فيها على الموت كانت قد تمت ثأرا لعثمان بن عفان رضي الله عنه حين أشيع نبأ مقتله، كذلك كانت غزووة مؤتة ثأرا لرسول رسول الله (ص). وفي رواية ثانية: أن صاحب بصرى رفض الإسلام وقال: من ينزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه.
فتهديده بالمسير إلى المسلمين يقتعضي ردا على مستوى التحدي، فكانت غزوة مؤتة.
إن دم الجندي المسلم مصون، وإن الجماعة المسلمة على استعداد لخوض معركة دامية من أجله، بحيث لا يطل دمه ولا يذهب هدرا.
٢ - وثلاثة آلاف مقاتل، هو أكبر جيش تمكن رسول الله (ص) من إعداده لمواجهة عدوه، وهو ضعف جيش الحديبية، وتحديد قيادات الجيش إشارة
(١) السيرة الحلبية ٧٨٦/ ٢ وإمتاع الأسماع للمقريزي ٣٤٥ وروايته أن الحارث نزل الشام بكتاب رسول الله (ص) إلى عظيم بصرة وهو الأصح، لأن كتاب قيصر وصله وكان رسوله إليه دحية بن خليفة الكلبي.