للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق. فخفت أن يمحشنى. فوضعت يدي على صدري ومشيت القهقرى. فالتفت رسول الله (ص) وقال: ((يا شيب ادن مني، اللهم اذهب عنه الشيطان)) قال: فرفعت إليه بصري ولهو أحب إلي من سمعي ومن بصري. فقال: ((يا شيب قاتل الكفار)) (١).

وفي لحظة. انضمت لبنة جديدة إلى القلعة التي كانت تحمي النبي (ص). بعد أن كان قد أقدم مصمما على اغتياله.

إن قوة الإيمان والعقيدة. ليس من الضرورة أن يمر عليها الزمن والسنون الطوال حتى تثبت. وأبو سفيان بن الحارث، وشيبة بن عثمان. قد اسلموا ومحضوا الإسلام قلوبهم. وفي أيام أو لحظات وصلوا إلى مصاف السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بثباتهم.

والدعاة إلى الله تعالى. بحاجة إلى تبصر هذه المواقف. وإلى التثبت العميق في حكمهم على الناس. ومدى تمكن الإسلام منهم. بين من آمن خالصا من قلبه. فتغير تركيبه وتكوينه وغدا إنسانا آخر. وبين من دخل الإسلام خوفا أو رغبة. فلا بد أن تصقله الأيام والسنون حتى تتعمق معاني الإيمان في قلبه.

وكانت الطبقة الثانية التي انضمت للطبقة الأولى. هي طبقة الأنصار عموما الذين بلغوا قرابة الألف. وذلك حين توجه النداء من رسول الله (ص).


(١) البداية والنهاية لابن كثير /٢٧٢/ ٤.

<<  <   >  >>